شهدت محافظة السّويداء ذات الغالبية الدّرزيّة احتجاجاتٍ شعبيّةٍ تمثّلت بخروج المئات في مظاهراتٍ سلميّةٍ بدأت بتاريخ 7/6/2020 ولازالت مستمرّة حتّى تاريخه، فقد كانت محافظة السّويداء من المحافظات التي شاركت عموم المدن السّوريّة بالمطالبة بالحرّيّة والتّغيير مع بداية الحراك الشّعبيّ في العام 2011، كما وقدّمت 2172 شخصاً على الأقلّ بين معتقلٍ ومغيّبٍ داخل سجون النّظام،  كما تمّ  توثيق  24 معتقلاً ماتوا تحت التّعذيب من أبناء المحافظة بحسب ( الشّبكة السّوريّة لحقوق الإنسان ) خلال السّنوات السّابقة، ورغم استخدام النّظام للعنف والاعتقال لقمع الحراك والنّشاط تواصلت بعض المواقف، والاعتصامات البسيطة، للتعبير عن حالة  الاستياء، كما حصل خلال الفترة التي سبقت المظاهرات الحاشدة التي جابت معظم شوارع المحافظة وساحاتها.


أسباب المظاهرات:

  • تدهور الأوضاع المعيشيّة وغلاء أسعار الموادّ الأساسيّة، بسبب انخفاض قيمة اللّيرة السّوريّة مقابل الدّولار.
  • انعدام الأمن وفلتانه مع انتشارٍ عالٍ لمستوى الجرائم والسّرقات والخطف مقابل الفِدية، كما حصل مع النّاشط في السّلم الأهليّ الأستاذ نبيل عامر، الذي كان ضحية خطفٍ، بالإضافة للاستهداف المنظّم للتجّار وأصحاب رؤوس الأموال، التي كانت توفّر الموادّ الغذائيّة والأساسيّة للمحافظة، كما يؤكّد الإعلاميّ ريان معروف إنّ كلّ ما يحصل هي نتاج عوامل مشتركةٍ من غياب سلطة القانون، وانتشار السّلاح، وتعزيز ثقافة الميلشيات المرتبطة مع الأفرع الأمنيّة، التي غذّت حالة الفوضى من خلال دعمها للعصابات والميلشيات.
  • احتراق الأراضي الزّراعيّة والحقول الحراجيّة، وقد سُجّل أكثر من 157 حريقاً مفتعلاً بهدف إفقار وتجويع النّاس، كما صرّح مدير الحراج بالسّويداء.
  • الفصل التّعسفيّ للموظفين المشاركين بالمظاهرات، كان منهم أيسر صياح النجم /مديرية الموارد المائيّة وبشار أمين طربية/مديرية التّربية.
  • المجزرة التي قام بها أحمد العودة بتشكيلاته التّابعة للنظام السّوريّ والقوّات الرّوسيّة، والتي راح ضحيتها 15شاباً من بلدة القريا وحمّله النّظام السّوريّ والقوّات الرّديفة المسؤوليّة عنها، حيث لم يقدّموا أيّ تفسيرٍ أو عملٍ حيال ذلك.

موقف النّظام السّوريّ من المظاهرات:

قامت قوّات الأمن باعتقال النّاشط رائد الخطيب، وإصابة رواد صادق إثر محاولة اعتقاله، وقد دعا النّظام المؤيّدين له للخروج بمسيراتٍ مؤيّدةٍ من خلال تسجيلٍ صوتيٍّ لرئيسة اتّحاد الطّلبة وفاء العفلق، تركّزت أمام المحافظة، رفع خلالها المؤيّدون صوراً للرئيس السّوريّ وعلماً لحزب البعث، كما تمّ استهداف مواقع الاعتصامات والمظاهرات المعارضة بأكثر من 500 عنصرٍ لحفظ النّظام، وما يسمّى بكتائب البعث ومجموعةٍ من المؤيّدين مستخدمين هراواتٍ وأسلحةٍ خفيفةٍ،  كما تمّ تطويق المتظاهرين بسياراتٍ مجهّزةٍ بأسلحة الدوشكا، واِنهالوا عليهم بالشّتم والضّرب وتمّ اعتقال تسعة أشخاصٍ هم:
رواد صادق، بشار طربية، إحسان نوفل، حسام مزهر، صفوان عبيد، ناصر عزام، سلمان الفرج، عبد الرحمن بريك، رائد الخطيب.

السّيناريوهات المتوقّعة:

  • اتّساع رقعة الاحتجاجات ووصولها إلى مناطق أخرى، كما حدث في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما يشكّل ضغطاً على النّظام وروسيا والمجتمع الدّوليّ لدعم الانتقال السّياسيّ.
  • ازدياد الاعتقالات والتّضييق على النّاشطين، وتطور الحراك إلى حراكٍ مسلّحٍ، خاصّةً بعد انتشار السّلاح بشكلٍ عشوائيٍّ.
  • ازدياد الاحتقان الشّعبيّ ونتائجه السّلبية بين مؤيّدٍ ومعارضٍ، وكثرة الصّدامات المسلّحة خاصّةً بعد سقوط عدّة ضحايا.
  • العمل على افتعال نزاعاتٍ مسلّحةٍ تعمل لوقف الحراك، كما حدث في 25/7/2018 راح ضحيتها 300 شابٍّ على يد تنظيم الدّولة.

حركة السّوق:

شهدت حركة السّوق انخفاضاً كبيراً نتيجة انخفاض قيمة اللّيرة السّوريّة مقابل الدّولار وعدم ثباتها، حيث وصل سعر الصّرف إلى 3200 ل.س للدولار الواحد، ممّا تسبب بإغلاق معظم المحالّ التّجاريّة والصّيدليات، وأدّى لتراجعٍ كبيٍر بالقدرة الشّرائيّة بسبب ارتفاع أسعار الأدوية والموادّ الغذائيّة الضّرورية، بالإضافة إلى عمليّات السّلب والسّرقة والانفلات الأمنيّ.

المزاج العامّ:

تتفاوت الآراء بين المدنيّين؛ فالبعض يرى ضرورة وقف هذه المظاهرات لتلافي تكرار أيّ سيناريو عنفيٍّ كباقي المناطق مثل الغوطة وحمص وغيرها.
والبعض يرى فيها ضغوطاً وحلولاً للخلاص من واقع الفقر وانخفاض المستوى المعيشيّ، والانفلات من القبضة الأمنيّة المتحكّمة بالمدنيّين من ناشطين ومفكرين وحقوقيين.
والبعض فضّل السّكوت خوفاً من الاعتقال أو الاتّهام بالموالاة لجهةٍ معيّنةٍ، بالإضافة لبعض العقلاء ووجهاء المناطق للتحكّم للعقل وعدم الانجرار خلف مشاكل هم بالغنى عنها.

التّوصيات:

  • مطالبة المجتمع الدّوليّ بالضّغط على النّظام السّوريّ والرّوسيّ للإسراع بتطبيق القرارات الدّوليّة، وخاصّة 2254 والانتقال السّلميّ للسلطة.
  • إطلاق سراح المعتقلين وحماية النّشطاء المدنيّين. *
  • مطالبة القوى الدّوليّة لردع النّظام السّوريّ عن استخدام العنف ضدّ المتظاهرين السّلميّين.
  • مطالبة الوكالات الإعلاميّة بالابتعاد عن البروبوغندا الإعلاميّة، والتي من شأنها ازدياد الاحتقان الشّعبيّ بين مختلف الأطراف على الأرض.
  • دعوة منظّمات المجتمع المدنيّ لزيادة الدّعم المقدّم في محافظة السّويداء بسبب تردّي الوضع المعيشيّ.

لتحميل النداء بصيغة PDF يرجى الضغط هنا