لم تفرز الحرب في سورية بعد ستّ سنوات إلا مزيداً من الانتهاكات على مستوى واسع بحقّ الشعب السوريّ، ملايين النازحين واللاجئين المنتشرين على كل بقاع الأرض، فضلاً عن انتشار التطرّف الناجم أساساً عن شدّة القمع التي مارستها وتمارسها الحكومة السورية ضدّ الشعب عامّة.
يأتي هذا البيان كأوّل بيان توجّهه المنصّة المدنيّة السوريّة لجمهورية روسيا الاتّحادية الداعم الأساسيّ للنظام السوريّ في المحافل الدولية، إذ تدرك المنصّة المدنيّة السوريّة مخاوف روسيا الاتّحادية ممّا قد يحصل في سورية وخاصةً فيما يتعلّق بقواعد اللعبة الدولية، لكنها بالمقابل تعرف جيداً أن التغطية التي يقدّمها للنظام في المحافل الدولية لا يفهمها النظام السوريّ إلا بإطار ارتكاب المزيد من المجازر والانتهاكات المستمرّة بحقّ السوريين والتي كان آخرها ضرب خان شيخون بغاز السارين، وقبلها ثلاث ضربات بالغاز السام أثبتت لجان التحقيق الدولية تورّط النظام بها.
استخدام روسيا للفيتو الثامن في مجلس الأمن بوجه قرار يسعى إلى محاسبة مرتكبي الانتهاكات في سوريا يفقدها الحياديّة التي تدّعيها، وهي بالتالي لا يمكن أن تكون طرفاً ضامناً لأيّ اتّفاق مستقبليّ، كما يجعلنا نتساءل عن نوع العدالة التي تسعى روسيا إلى تحقيقها، وعن نوع القِيَم التي تحاول روسيا ترسيخها في المجتمع الدوليّ.
وعليه نناشد دولة روسيا الاتّحادية انطلاقاً من قِيَم حقوق الإنسان، واحترام القانون الدوليّ الإنسانيّ:
التوقّف عن تغطيتها لجرائم النظام السوريّ من خلال الاستخدام المتكرّر لحقّ النقض (الفيتو)، كما أننا نحمّلها المسؤولية عن استمرار الصراع في سورية.
الضغط على النظام السوريّ لإيقاف انتهاكاته بحقّ الشعب السوريّ.
العمل مع المجتمع الدوليّ لضمان محاسبة مرتكبي الانتهاكات الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية، وأيضاً كل شخص متورّط بارتكاب انتهاكات واسعة وخاصة ضرب البراميل المتفجّرة.
وأخيراً تؤكّد المنصّة المدنيّة السوريّة أن مصلحة روسيا الاتّحادية على المدى البعيد هي مع الشعب السوري، وليس مع فئة حاكمة تحكم بقوّة الحديد والنار.
المنصّة المدنيّة السوريّة
14/4/2017