بعد خروج محافظة دير الزور من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، أصبحت المحافظة تحت سيطرة قوتين رئيستين، هما: قوات سورية الديموقراطية، التي تسيطر على منطقة شمال نهر الفرات، وقوات النظام السوري، التي تسيطر على منطقة جنوبي نهر الفرات. يلقي هذا التقرير الضوء على الواقع التعليميّ في محافظة دير الزور بعد تحريرها من داعش.

أولاً- التعليم في مناطق سيطرة النظام:
هناك  أزمة حقيقية فيما يتعلّق بالكادر التدريسي والأبنية المدرسية والطلاب. تُقدّر المدارس العاملة بشكل رسمي في مناطق سيطرة النظام بـ47 مدرسة، والعدد التقريبي للسكان بمناطق سيطرة النظام 700 ألف، إلا أن هذا العدد متغيّر. حيث يعاني القطاع التعليمي من المشكلات التالية:

  1. الكادر التدريسي في تلك المدارس غالبيتهم غير اختصاصيين، وإن صحّ التعبير “غير مؤهّلين للتدريس”، كون النسبة الأكبر من المدرّسين في تلك المدارس هم من ملاك مسابقة التعيين في عام 2012، ذات العقود لمدة 5 سنوات، والتي ضمّت حاملي شهادة البكالوريا، دون حصولهم على شهادة جامعية أو معهد يؤهّلهم للتدريس، علاوةً على الوساطات التي تدخّلت في التعيينات.
  2. تحوّلت الكثير من المدارس داخل حيي القصور والجورة إلى ثكنات عسكرية وأمنية، وبعضها إلى ملاجئ و مراكز إيواء للنازحين.
  3. عدد المدارس في الأحياء المأهولة بالسكان داخل مدينة ديرالزور، لايتجاوز الـ 5 مدارس، ممّا خلق أزمة حقيقية في طاقة الاستيعاب الصفّية، حيث إن عدد الطلاب تجاوز الـ 70 في كل صف، ممّا يجعل التعليم في هذه الظروف أكثر صعوبةً وتعقيداً.

ثانياً- التعليم في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية:
بعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية على أغلب مناطق الضفة الشمالية لنهر الفرات من محافظة ديرالزور، وعودة أهالي بعض هذه المناطق إلى قراهم و بلداتهم، كان التعليم على رأس الأولويّات لأهالي ديرالزور، حيث سارع المدرّسون في مناطقهم إلى الاعتماد على أنفسهم لإعادة إحياء العملية التعليمية بعد انقطاع دام أربع سنوات عن المدرسة، ففي بلدة الشحيل شرق ديرالزور؛ عمل المدرّسون من أبناء البلدة إلى إعادة تأهيل المدارس المتواجدة في البلدة، حيث تمكّنوا من إعادة تأهيل 5 مدارس رغم تعرّض بعضها للقصف والتدمير سابقاً، واستقبلت هذه المدارس منذ مايقارب الشهرين مئات الأطفال. ومن الصعوبات التي تواجه العملية التعليمية في المناطق تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية:

  1. معظم أبنية المدارس مدمّرة.
  2. عدم توفر مستلزمات والأدوات المدرسية من مقاعد للتلاميذ، والسبورة، ممّا يؤثر على طريقة تلقّي الطلاب للدروس، وجلوسهم على الأرض في باحة المدرسة.
  3. عدم توفر المناهج المدرسية، لذلك يعتمد المدرسون على خبراتهم في مجال التدريس .حيث يركزون الآن على إعادة تأهيل الأطفال دراسياً من خلال القضاء على الأمية، و محاولة تأسيسهم بشكل جيد.
  4. لا يوجد رواتب للمدرّسين وعملهم تطوعي، حيث تمّ تقديم وعود من قبل منظمة ( اليونيسيف ) بتأمين رواتب للمدرّسين منذ أكثر من شهر، ولم تفِ بوعدها حتى اللحظة، وهذا ما يشكّل خطراً حقيقياً على استمرار التعليم في المنطقة، إذ سيضطر المعلم إلى ترك التدريس التطوعي، و اللجوء لعمل في مجال آخر يضمن حصوله على المال اللازم لمعيشته.
  5. أجيال كاملة في ديرالزور يتهدّدها خطر الأمية نتيجة الانقطاع عن التعليم لعدة سنوات مضت، و غياب البيئة المناسبة في الوقت الراهن لسير التعليم بشكل يضمن استدراك ما فاتهم في ظل عدم اهتمام محلي و دولي بمدى خطورة هذا الوضع الذي يهدّد المجتمع بأسره.

ثالثاً- الاحتياجات ذات الأولوية:
يتوجّب دعم القطاع التعليمي من خلال:

  • إعادة تأهيل المدارس المدمّرة، وتوفير المستلزمات المدرسية من مقاعد وسبورة ودورات مياه.
  • دعم توحيد المناهج في جميع المدارس، والعمل على دمج الأطفال المتسرّبين لترميم النقص التعليمي الذي يعانون منه، والعمل على محو أميّتهم.
  • تأمين رواتب للمعلمين من خلال الضغط على المنظمات المعنيّة ( اليونيسيف )، لضمان استمرار عملية التعليم.
  • إعادة المدارس التي استُخدمت كثكنات عسكرية ومراكز إيواء إلى العملية التعليمية، وإيجاد مكان مناسب للنازحين غير المدارس.
  • إعادة النظر في آخر تعيين للمدرّسين، والعمل على إلحاق المدرّسين المختصين والمؤهلين فقط، وذلك لتحسين العملية التعليمية.

يمكنكم تحميل الملف بصيغة PDFمن خلال الضغط هنا