تقول أ.ن:”أنا من بيئة سورية محافظة تقليدية، تركت المدرسة بعمل 16 عندما قرر أهلي تزويجي وكنت أعيش حياة عادية مع زوجي وبناتي ال5، لم يكن زوجي عنيفا أو مؤذيا وكان يهتم بي وببناته بطريقة جيدة ولكنه كان يرغب بأن يكون له أبن ذكر يحمل اسمه ويكون سندا للعائلة.
تغيرت حياتنا في مطلع 2012 عندما توفي زوجي في الثورة وبدأت ضغوطات أهله وتدخلهم في تربية بناتي وكانو يريدون أن يزوجو الكبرى رغم أنهم يعرفون أن أباها أراد تعليمها ثم بدأت ضغوط أهلي الذين أرادوا أن أترك البنات لدى أهل زوجي وأرادوا تزويجي فقررت الهرب ببناتي إلى لبنان.
كانت ظروف اللجوء أصعب مما تصورت بكثير عشنا في خيمة لما يزيد على 3 سنوات فقر مدقع واستغلال شاويش المخيم، وكنت أعمل أنا وابنتي الكبيرتان في المزارع ونعاني من كل أشكال الإزعاج والقهر، ولكنني كنت مصممة على أن أخرج بناتي من هذا الوضع القاسي وفي أحد المرات كانت إحدى الجامعات تقوم بدراسة عن تزويج القاصرات في المخيم فتقربت منهم وساعدتهم بالوصول للحالات التي يرغبون بزيارتها وهم بدورهم قامو بوصلي بالعديد من المنظمات وصرت أيسر مهامهم في المخيمات القريبة مني وصرت أحصل على أجر أفضل وتعامل أفضل ولاحقا أصبحو يرسلوني لحضور ورشات تدريب كثيرة عن العنف ضد النساء والقوانين التي تحمي النساء وبفضل الدخل وزيادة المعارف استطعت الخروج من المخيم واستإجار بيت متواضع وإعادة البنات إلى المدرسة.
قد أحتاج للتكلم لأيام وأسابيع عن الظروف الصعبة التي مررت بها مع بناتي لكنني أشكر الله عليها لأنها قلبت حياتنا وساعدتني لأنجو ببناتي وبنفسي من الحياة التقليدية التي رسم دورنا فيها كزوجات مطيعات وربات أسرة فقط. أنا اليوم أستطيع أن أكون من أريد“