بعد سيطرة النظام السوري على مناطق ومدن ريف حمص الشمالي بفعل سياسة التهجير القسري، يستمرّ تضييق النظام السوري على الشباب لزجّهم عنوة في حربه ضد المناطق التي ثارت عليه، وبات شبح التجنيد يلاحق شباب ريف حمص في أحيائهم وشوارع مدنهم، حتى أن بعضهم أصبح يفضّل البقاء متخفّياً لأشهر بدلاً من الموت على جبهات النظام السوري، يشكّل هذا الفعل نقضاً للاتفاقية التي تمّ إبرامها بين قوات النظام وقوات المعارضة بضمانة الجانب الروسي، والذي ينصّ على إعطاء مهلة ستة أشهر لشباب المنطقة لسوقهم إلى الخدمة الإلزامية، والذي حدث قيام قوات النظام وأفرعها الأمنية بخرق هذا الاتفاق وبدء حملات اعتقال للشباب لزجّهم في المعارك الدائرة حالياً في مدينة درعا بدون أي تدريب أو تأهيل للتعامل مع المعارك.
حسن هو مدير مدرسة وقد تجاوز عمره الأربعين عاماً، وفي إحدى مراجعاته الدورية لمديرية التربية في حمص ولدى خروجه من المديرية أوقفته دورية للشرطة العسكرية، ثم تمّ اعتقاله في أحد الأفرع الأمنية، ليتمّ اقتياده إلى إحدى القطعات العسكرية في درعا خلال مدة لا تتعدّى الأسبوع من تاريخ اعتقاله. والأمر ينطبق على ثلاثة شبّان ذهبوا إلى مركز المدينة لإجراء التسوية، وهم بأعمار لا تتجاوز التاسعة عشرة ليتفاجؤوا باعتقالهم وسوقهم إلى جبهات القتال فوراً دون تبليغ مسبق، أو تلقّي التدريبات اللازمة لتأهيلهم للقتال على الجبهات.
إن سياسة التجنيد الإجباري لشباب حمص؛ جعل الشباب يلجؤون إلى الهرب أو الاختباء حتى أصبحت المدينة شبه خالية من هذه الفئة العمرية، فضلاً عن انتشار البطالة وندرة فرص العمل.
المنصّة المدنية السورية تطالب الأطراف الضامنة لاتّفاقية المصالحة بتطبيقها كما وردت؛ بتعهّد قوات النظام بالتزاماتها بعد زجّ الشباب بجبهات القتال أو اعتقالهم خلال مدّة تطبيق هذه الاتّفاقية.