الملفّ الإنسانيّ
الجزء الأوّل
 (الحصار كأسلوب حربيّ)

الحصار هو أحد أهمّ الأساليب الهامة التي اتّبعتها الأطراف المتحاربة في سورية على مدار ثماني السنوات الماضية، حيث تم تبنيها كسياسة ممنهجة من قِبَل الأطراف المتعدّدة بدون الأخذ بعين الاعتبار لتواجد مئات الآلاف من المدنيين في المناطق التي تتعرض للحصار.

يحاول هذا التقرير إلقاء الضوء على آراء السكان في تسع محافظات سورية (دير الزور، والرقة، والحسكة، وإدلب، وحمص، وريف دمشق، ودرعا، والقنيطرة، والسويداء، يُضاف إليها جلسات في دول اللجوء السوري: تركيا، والأردن، ولبنان، وكردستان). وبلغ عددها (304) جلسة بين تشرين الأول 2017 وأيّار 2018، شارك فيها (3376) شخص، منهم (1580) من النساء. أمّا المشاركون من المنظمات المدنية فبلغ عددهم (705) شخص.

بناءً على المشاورات، خلص التقرير إلى ما يلي:

  • الأزمة الإنسانية الحاصلة على كامل الأرض السورية، استدعت قول العديد السوريين إنهم يعيشون حالة حصار دائم، نتيجةً لعدم حصولهم على المستلزمات الأساسية للعيش.
  • لاتزال القوى المسيطرة المختلفة تفرض قوانينها، وتعمل على فرض ممارسات بما يتعلّق بإدخال المساعدات الإنسانية، والمواد الإغاثية إلى المناطق التي تسيطر عليها، ما يعيق وصول المساعدات الإنسانية.
  • الحاجة غالباً في أغلب المناطق تكون للغذاء والدواء، وهي حاجات أساسية، بالإضافة إلى الحاجة لخلق مصارد للعيش سواء بالمشاريع الزراعية، أو غيرها.
  • منظمات المجتمع المدني تضطلع بأدوار مهمّة في إيصال المساعدات الإنسانية في أغلب المناطق، ونتيجة الحاجة المتزايدة يرى بعض المشاركين أن أدوارها ما تزال محدودة.
  • بحسب نصّ المادة الثامنة البند (ب) 25 من نظام روما الأساسي في 17تموز 1998، فإن الحصار في سوريا يرقى لأن يكون جريمة حرب. وفي بعض مناطق الحصار الكلّي في سورية يمكن أن يصنّف على أنه جريمة ضد الإنسانية.

 

يمكنكم الضغط هنا لتحميل الملف