لايزال منطق القوة العسكرية هو الحاكم في سورية منذ ما يقارب سبع سنوات، حيث تحاول كل الأطراف الحصول على مكاسب سياسية وعسكرية على حساب المدنيين في المناطق السورية المختلفة، وهو ما يحصل مؤخّراً من اعتماد النظام السوري إلى جانب القوة العسكرية المفرطة في المناطق الخارجة عن سيطرته، إلى اتّباع سياسة التهجير القسري الممنهج للسكان في كل المناطق الخارجة عن سيطرته، وتتمّ هذه العمليات بدعم كامل من حلفاء النظام السوري، وبصمت المجتمع الدولي، وأحياناً بمشاركة من الأمم المتحدة في تيسير بعض الاتفاقيات وضمان نقل المقاتلين والسكان إلى أماكن أخرى.
تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على واقع مدنيي الغوطة الذين هُجّروا مؤخّراً إثر الحملة العسكرية التي بدأها النظام والروس، وأفضت إلى حملة تهجير للعديد من المناطق في الغوطة الشرقية، وتناقش هذه الورقة الواقع الإنساني لمهجري الغوطة في مراكز الإيواء وفي داخل الغوطة الشرقية بعد سيطرة النظام السوري على كامل الغوطة، كما تناقش التخوّفات الحاصلة للسكان بعد السيطرة، كما تتناول بالتحليل القانوني تصنيف الانتهاكات التي حصلت في الغوطة الشرقية بحسب نظام روما الأساسي.