مازالت الاشتباكات مستمرّة في ريف مدينة الرقّة وعلى أطرافها بين ( داعش ) تنظيم الدولة الإسلاميّة و( قسد ) قوات سورية الديمقراطيّة المدعومة من قوّات التحالف الدوليّ، من منطقة الطبقة حتى ناحية الكرامة، بخطّ اشتباك يبلغ 75 km تقريباً، على ثلاثة محاور من الشمال والشرق والغرب، حيث تستخدم في المعارك جميع أنواع الأسلحة من طيران وصواريخ بالستية ومدفعية ثقيلة، في إطار هدف معلن وهو طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والسيطرة على المدينة وريفها.

كما أن بدء المرحلة الثالثة من عمليّة غضب الفرات، يعدّ الأعنف والأكثر ضحايا بين المدنيّين؛ كون المعارك بدأت تقترب من أماكن الاكتظاظ السكانّي. حيث تجاوز عدد الضحايا المدنيّين منذ بدء المرحلة الثالثة لغضب الفرات ( 230 مدنيّ ).

وبالإضافة لذلك فإن المعارك العنيفة الدائرة حول سدّ الفرات أدّى إلى توقّف السدّ عن العمل .

كل هذه التطوّرات الميدانية تنبئ بمأساة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى:

– فتوقّف السدّ عن العمل أدّى إلى انقطاع المياه والكهرباء عن المدينة والريف منذ مايقارب 10 أيّام لتدخل المدينة في ظلام وعطش، مع احتماليّة وقوع كارثة صحّية وبيئيّة، لاضطرار الأهالي للشرب من المستنقعات بسبب شُحّ النهر، كما أن اندفاع السيول أدى إلى فيضانات غمرت الحقول والأرض حولها، كما بدأ نزوح بعض الأهالي لوصول المياه شمال المدينة، بعد أن قامت قوات سورية الديموقراطية بفتح مفيض البليخ.

–  ترك بعض الأهالي بيوتهم في المدينة خشية القصف ومن المعارك المتوقّعة وخوفهم من انهيار السدّ، وانتشروا في الأرياف القريبة وعلى أطراف المدينة.

–  النقص الحادّ في مستلزمات القطاع الصحّي، وخروج المشافي عن الخدمة ونقص الكادر الطبّي والتجهيزات والأدوية ولم يتبقّ إلا المشفى الوطني وهو على وشك الانهيار لتهالك بنيته نتيجة القصف المتكرّر.

–  شحّ الموادّ الغذائية مع ارتفاع الأسعار لانقطاع الطرق، الذي يهدّد بمجاعة كبيرة؛ على اعتبار أن (داعش) يمنع المدنيّين من الخروج من مناطق سيطرته، حيث بلغت تكلفة تهريب الشخص من 200$ إلى 300$ في طرقات وعرة وغير آمنة إلى مناطق قوات (قسد)، كون (داعش) قامت بزراعة الألغام، بالإضافة إلى خطر استهدافهم من طيران التحالف وقوات(قسد).

بناءً على ذلك نوجّه نداء إنسانيّاً لقوات التحالف الدوليّ وحلفائها:

– بالحذر الشديد في عمليّات القصف الجوّي وتجنّب استهداف المدنيّين، وما بقي من بنية تحتيّة.

– منح هدنة للفنّيّين للدخول إلى جسم السدّ وإصلاح الأضرار.

– تحديد نقاط بيضاء (غير مستهدفة بالقصف) للمدنيّين في المدينة والأرياف.

–  فتح ممرّات آمنة وحمايتها، والإعلان عنها لخروج المدنيّين الراغبين، وعدم استهدافهم بالنيران الجويّة والأرضيّة من التحالف.