واقع المخيّمات والخدمات في الرقّة

25 تموز حتى 19 آب 2017

 

هذا التقرير يقدم لمحة عامة عن أوضاع المدنيين الفارين من الرقة.

تشهد محافظة الرقّة موجات نزوح للمدنيّين من جميع مناطق المحافظة من الريف الشمالي والريف الشرقي والريف الغربي، وحالات فرار محدودة من الرقة المدينة المحاصرة تماماً. وتأتي هذه الموجات عقب إعلان حملة غضب الفرات بتاريخ 4/11/2016 من قِبَل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

أوّلاً- واقع الريف الشمالي :

الريف الشمالي يقع شمال مدينة الرقّة 90 كم، وهو المناطق التي تتبع لمنطقة تل أبيض وسلوك وعين عيسى، ويُعدُّ الريف الشمالي منصّة انطلاق العمليات، كونه محرر منذ حزيران 2015، لذلك كان إحدى أهمّ مناطق النزوح التي لجأ إليها أهالي الرقّة؛ حيث تركّز النازحون في مناطق (تل أبيض والشركراك والسكّرية وأغلب قرى ريف تل أبيض) ، و وصل عدد النازحين إلى أكثر من 200 ألف نازح ، وتمّ تأسيس مخيّم للوافدين في مركز مستودع أقطان عين عيسى.

  • مخيّم عين عيسى: تقع المدينة في شمال مدينة الرقّة على بعد 50 كم، وتقع على عقدة طريق حلب الحسكة الذي يتقاطع مع طريق تل أبيض، بُني المخيّم في مركز مستودع الأقطان التابع لوزارة الزراعة، على تلّة من التربة البيضاء.

تبلغ مساحة المخيّم 200 دونم تقريباً محاطاً بالأسلاك الشائكة، ويقوم على حراسته مجموعة مسلّحة من قوات سوريا الديمقراطية. يحتوي على 1080 خيمة، تضمّ ما يقارب عشرة آلاف نازح غالبيتهم من الرقّة وريفها، كما يوجد عدد من العوائل العراقية التي لجأت من الموصل بعد الحملة العسكرية ضدّ التنظيم المتشدّد في العراق.

الوضع العام للمخيّم:

  • يعاني المخيّم من عدم توافر الكهرباء، وعدم توافر المياه الصالحة للشرب وللاستخدام البشري. وارتفاع درجة حرارة الطقس وعدم توافر وسائل تهوية وتبريد يهدّد بتفشّي الأوبئة والأمراض.
  • يتوافر في المخيّم نقطة طبّية واحدة تابعة لمنظمة أطبّاء بلا حدود، ولكن لا يتوافر فيها أدوية للأمراض المختلفة، ويقتصر على توافر أدوية الإسعاف الأوّلي والتي بدورها ذات كمّيات غير كافية للحاجة؟
  • الوضع الغذائي في المخيّم يقتصر على وجبة واحدة فقط في اليوم الواحد.
  • اكتظاظ الخيم بالقادمين الجدد يؤدّي لوضع أكثر من عائلة في خيمة واحدة، الأمر الذي يترتّب عليه انتهاك الخصوصية.
  • كما أن العديد من النازحين يتمّ التحقيق معهم من قِبل مجموعة من أمنيّي الأسايش وهناك أنباء عن تعرّض بعض المعتقلين للتعذيب. على اعتبار المخيّم ممرّ إجباريّ لكل من يخرج من الرقّة فهذه الممارسات تجعله أقرب إلى المعتقل منه إلى مركز إيواء.
  • نقاط تجمّع أساسية ضمن التجمّعات الحضرية في الريف الشمالي:

بالإضافة إلى منطقة تل أبيض هناك نقاط أساسية هي أقرب إلى مدينة الرقّة، وتقع شمال الرقّة من 30 إلى 40 كم، وهي الكالطة وخنيز وتل السمن وحزيمة و المزارع الحكوميّة ” تشرين والرشيد والجايف”.

الوضع العامّ في هذه التجمّعات:

  • تعاني هذه المناطق المكتظّة بالوافدين نقصاً بالخدمات من طاقة ومحروقات وغاز وكهرباء ومياه صالحة للشرب.
  • ضعف كبير بالعناية الصحيّة وظهور حالات إسهال والتهابات وأمراض معويّة، وبداية ظهور أمراض الحصبة والجدري، وأيضاً نقص بالأدوية والنقاط الطبّية.
  • ارتفاع درجات الحرارة ساهم في ظهور الحشرات في البيئة المحيطة، والمترافق مع ضعف في تعقيم المياه الصالحة للشرب والتعامل مع الصرف الصحّي ( مياه وإصحاح )
  • بالإضافة إلى نقص في الغذاء والمساعدات الإنسانيّة.

ثانياً- الريف الشرقيّ:

وهو المنطقة الممتدّة 70 كم شرق مدينة الرقّة على الضفة الشمالية لنهر الفرات من الرقّة السمرة والمشلب إلى جزرة البوحميد وجزرة الميلاج والكُبَر التي تتبع لمحافظة دير الزور إدارياً، وتخضع حالياً لسيطرة قسد، وهي تعاني الواقع الذي تعانية مناطق ريف الرقّة الشرقي. ويقسم الريف الشرقي إلى ثلاثة أقسام بحسب وضع الناس وتطوّر الأحداث فيه :

  • القسم الأوّل: من الكُبَر مروراً بالجزرات إلى قرى العواد وخس عجيل وخس هبّال إلى الشاهر والغسانية، وهذا القسم تحرّر منذ بداية عام 2017 وتمّت عودة الأهالي إلى قراهم.

الوضع العامّ: يعاني المدنيّون من نقص في المحروقات والكهرباء والغاز والخبز والطحين والأفران والمطاحن والمياه والرعاية الصحّية والأدوية. يعتمدون فيها على الحطب والمولّدات الكهربائية. وتعاني هذه المناطق بالإضافة للوضع الإنساني المتردّي، من هجمات وقصف من قبل داعش من منطقة معدان والتبني. كما أنها تعرّضت إلى النهب والسرقة في بداية تحريرها على يد بعض المجموعات من قسد.

  • القسم الثاني وهي المنطقة التي تقع شرق مدينة الرقّة 30 كم في الكرامة فقد تمّ إخلاؤها من السكان تماماً وتمّ تشكيل منطقتين للمخيّمات في المناخر (مخيّم غرب المنخر، ومخيّم شرق المنخر) ويقدّر عدد السكان النازحين حوالي 35.000 نسمة في المخيّمين اللذين تمّ إنشاؤهما بدعم من الأمم المتّحدة. تجدر الإشارة إلى أن أعداد المتواجدين في المخيّمات متغيّر، وذلك نتيجة عودة أهالي الكرامة إلى قراهم، وتوافد أعداد كبيرة إلى المخيّمين من الضفّة المقابلة، من معدان والسبخة وأيضاً من أهالي دير الزور. ويعاني المخيّمان من افتقاد التنظيم والحراسة والإدارة والصحّة والرعاية والمياه والكهرباء والغذاء. وباعتبار المنطقة شبه صحراوية فإن الأهالي يعانون الويلات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
  • القسم الثالث وهو منطقة الحمرات، حمرة ناصر وحمرة بلاسم وحمرة غنام وحمرة جمّاسة، حيث لا يتواجد في هذه المناطق مخيّمات نزوح محدّدة، وتوزع النازحين متناثر عشوائياً في الأرضي الزراعية شمال نهر الفرات 8 إلى 10 كم .

تمّ السماح بعودة القسم الأكبر من سكان هذه القرى؛ لكنهم يعانون من تردّي الخدمات الأساسية حيث يعانون من عدم وجود الكهرباء والطاقة ونقص في المياه والغذاء، بالإضافة لمعاناتهم من تسلّط ” مكتب العلاقات ” على أحوالهم اليومية.

  • أمّا الرقّة السمرة والمشلب فمازالت خالية من أهاليها، وذلك بسبب قربها والتصاقها مع المدينة المحاصرة تماماً، وهي تعاني من عمليات سرقة ونهب لجميع المنازل، مع العلم أن الفصائل الموجودة في المنطقة هي مجلس منبج العسكري وجيش الثوار والنخبة ووحدات حماية الشعب .

ثالثاً -الريف الغربيّ :

وهو المنطقة الممتدّة على ضفّتي الفرات من المدينة إلى 80 كم غرباً، في الطبقة والمنصورة والحمّام والكسرات والخاتونية والسلحيبة وحاوي الهوى والمحمودلي والجرنية. تعاني هذه المنطقة أيضاً من تدنّي الخدمات الأساسيّة، حالها حال المناطق الأخرى.

رابعاً- الريف الجنوبيّ الشرقيّ:

ويمتدّ من رطلة إلى معدان 70 كم. ويتعرّض حالياً للقصف وتقدّم قوات النظام التي سيطرت على أغلب مناطق البادية جنوب الرقة مع مليشيات النجباء وحزب الله وبعض أبناء العشائر من ريف الرقّة الجنوبي، الأمر الذي يترتّب عليه مخاوف من قِبَل أهالي المنطقة من انتقام النظام، وانتقام المليشيات الشيعيّة، ومن التصفيات على أساس طائفي. الأمر الذي أدّى إلى نزوح أهالي قرى (زور شمر والقبلي ومعدان) إلى مناطق سوريا الديمقراطية من خلال عبور النهر إلى شمالي الفرات. حيث سجّلت حالات غرق في النهر.

كما سجّلت حالات هروب باتّجاه قرى الكسرة جنوب مدينة الرقّة حيث وصل عدد كبير من النازحين والهاربين من دير الزور وهذه القرى وهم بحاجة إلى مساعدات وتدخّل عاجل في منطقة الكسرات والمنصورة والطبقة.

التوصيات :

  • على المجتمع الدولي وخاصّة دول التحالف تكثيف مساعداتها وتأمين كافة الاحتياجات للمدنيّين أسوة بالدعم الذي يتمّ تقديمه لتمويل العمليات العسكرية ودعم العسكريين.
  • على الأمم المتّحدة والمنظمات الدولية والمحلّية تكثيف جهودها للتصدّي لاحتياجات النازحين، وبشكل رئيس تأمين المواد الأساسية من غذاء ودواء وخدمات طبّية ومياه صالحة للشرب بشكل عاجل وفوري لمناطق تجمّعات النازحين.
  • تأمين وصول خطوط الكهرباء، والمحروقات للمخّيمات، وأيضاً للمناطق التي تمّ إعادة أهلها إليها لمواجهة موجة الحرّ الشديدة.
  • تأمين اللقاحات الطبّية اللازمة لجميع المناطق بسبب تفشّي الحصبة والجدري، مع العلم أنها موجودة بشكل جزئي، ولكن هناك فساد في المواد الطبّية وتسبّبت باختلاطات، لذلك يجب تأمين اللقاحات، وتأمين ظروف تخزين ونقل ملائمة، وتدريب فرق عمل مختصّة بها .
  • العناية أكبر بالإصحاح والمياه ( Wash )، والتوعية اتّجاه الأمراض البيئيّة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وظهور آفات حشريّة في جميع مناطق تركّز النازحين.
  • السماح لأهالي السلحبيّة وحاوي الهوى بالعودة إلى منازلهم الأمر الذي يترتّب عليه التخفيف من معاناة النازحين.
  • ضمان حماية المناطق الخالية من السكان مثل الرقّة السمرة والمشلب والسباهية من السرقة وفتح تحقيقات ومسألة ومحاسبة مرتكبي جرائم السرقات للممتلكات العامّة والخاصة بعد المعركة، وتحميل المسؤولية الأمنية للفصيل المسؤول عن النطاق مسؤولية النهب والتكسير الممنهج .
  • تكثيف دعم المبادرات المجتمعيّة والأهليّة والشبابيّة في مناطق النازحين.
  • على الإدارة الذاتيّة وقوات قسد تسهيل عمل المنظّمات المحلّية والدوليّة للتصدّي لاحتياجات النازحين.

وأخيراً تؤكّد المنصّة المدنيّة السوريّة في محافظة الرقّة على أن الأساس في التصدّي للمشكلات التي تواجه أهالي الرقّة، وتخفيف معاناة المدنيّين، هي إشراك المجتمع المحلّي في إدارة احتياجاته.

لتحميل التقرير بصيغة PDF  من هنا