دخلت محافظة درعا كغيرها من المناطق السوريّة تحت سيطرة النظام السوريّ بعد التهديدات باقتحامها من قِبَل النظام السوري وحلفائه، وبشكل أساسيّ الروس، الأمر الذي اضطرّ السكّان للخضوع لما سمّي (التسويات) مع وجود ضمانات روسية بعدم التعرّض للسكّان، ونصّت اتّفاقات التسوية على تسليم كافّة السلاح الثقيل والمتوسّط، وعدم التعرّض للأشخاص وإزالة أسماء المطلوبين، وضمانات بعدم حدوث أي أفعال انتقامية من قِبَل النظام وأفرعه الأمنية وميليشياته. تقوم المنصّة المدنيّة السوريّة بإعداد سلسلة من التقارير السريعة التي تسلّط الضوء على وضع السكان المدنيين في درعا بعد سيطرة النظام السوريّ عليها. يحاول هذا التقرير تسليط الضوء على الناحية الأمنيّة بعد سيطرة النظام على المحافظة.

أوّلاً-من الناحية الأمنيّة:

استمرّت التوتّرات في المنطقة الجنوبية نتيجة لزيادة حالات الاغتيالات لقادة وأشخاص محسوبين على بعض الجهات الحكومية، وأيضاً نتيجة هجومات على بعض الحواجز والمقرّات لفروع أمن النظام السوري، كما أن الملاحظ هو غياب للقوى الشرطيّة في المحافظة، وزيادة التدقيق على الحواجز. من أهمّ الحوادث التي سجّلت:

  • استمرار ظاهرة الاغتيالات: حيث طالت أشخاصاً من أصحاب التسويات والمحسوبين على الأمن العسكري والفرقة الرابعة في داعل والمزيريب وإنخل ومناطق أخرى، مازال منفّذوها مجهولي الهويّة من قِبَل أجهزة النظام المسيطرة.
  • في شهر تشرين الثاني تمّ تسجيل عدّة حوادث أمنيّة، على الرغم من الاستقرار العام في الوضع الأمنيّ:
    • هجوم على حاجز جاسم نوى ومقتل عنصرين من عناصر النظام.
    • هجوم على حواجز في الصنمين (السياسية وشعبة التجنيد).
    • هجوم في بصرى على شعبة التجنيد.
    • مقتل ضابط للنظام في المسميّة في ريف درعا (سعيد عاصي).
    • مقتل شخصين في طفس من قبَل مجهولين.
  • الكشف عن مستودعات وتسليمها للنظام في الكرك تابعه لفوج المدفعية، والعثور على موادّ أساسية مثل طرود غذائية وحليب أطفال، والعثور على مستودع في مقبرة داعل، ومجموعة من جثث جنود النظام، وتسليم مستودعات جديده في بصر الحرير.

وعلى الجانب المقابل:

  • ظهرت كتابات مناوئة للنظام في المناطق المحرّرة (إنخل، المزاريب، الجيزة، المسيفرة).
  • استمرار المظاهرات ضد تواجد قوات النظام في مركز الأغرار في طفس، وتحرّك آليّاته في المدينة رغم معارضة الأهالي والقوى الفاعلة.

كما خرجت مظاهرة في درعا البلد (في نفس مكان انطلاقة المظاهرات الأولى) يوم الجمعة 21/12/2018 مطالبه بالإفراج عن المعتقلين، ورحيل الأسد.

  • استمرار الفوضى الأمنيّة بالعموم نتيجة عدم قيام النظام بممارسة ضبط المنطقة الأمنية وتركها للظروف، ممّا أدّى إلى انتشار ظاهرة السرقة والخطف، كما حدث في الحراك والخربة على خلفية اعتقالات سابقة، عندما كانت تسيطر المعارضة على المنطقة، وهي ظواهر في مناطق الجنوب عامة.
  • استمرار فوضى السلاح والصدام بين المواطنين، كما في طفس (حدوث شجار بين عائلتين)، وأيضاً في الطيبة.
  • استمرار مداهمات واعتقالات لبعض الأشخاص بحجّة انتمائهم لداعش، كما في إنخل، حيث تمّ اعتقال قياديّ انتسب لقوات النمر التابعة للنظام السوري، كما طالت الاعتقالات أيضاً أشخاص يتنقّلون من دمشق و/ أو اللاذقية رغم تسوية أوضاعهم، وهم إمّا قيادات أو ناشطين، كما حصل مع أشخاص من بصر الحرير وداعل والشيخ.
  • استمرار المداهمات في منطقة الحوض.
  • قيام الحواجز على مدخل طفس بإنشاء غرفة معلوماتية للمتابعة وتدقيق الأسماء واعتقال المطلوبين، وعلى حواجز مداخل درعا البلد والمسيفرة ومن الجهة الشرقية للمحافظة بين السويداء ودرعا، وتشديد القبضة ما بين منطقة اللجاة وبصر وناحتة، حيث شهدت تمزيق صور الرئيس على المقارّ الحكومية، وظهور كتابات مجدّداً في الحراك وبصر والكرك ومعربة والمزيريب وطفس.
  • كما تمّ توجيه تهديدات لمدينة طفس من قِبَل الأمن العسكريّ في حال استمرار معارضة دخول الجيش للمدينة، علماً أن التسوية تنصّ على عدم دخوله، ممّا يعتبر خرقاً للاتّفاق.
  • تسجيل حالات انفجار الألغام من مخلّفات الأعمال القتالية في مناطق متعدّدة، مثل إبطع، والمسيفرة، والمنطقة الغربية، ممّا أدّى إلى إزهاق أرواح العديد من المواطنين.

ثانياً-من التحديثات الأخرى التي ظهرت:

  • في الجانب السياسيّ: تمّ الإعلان عن تجمّع سياسيّ في الداخل والخارج، والذي يطرح نفسه كجزء من الحراك الثوريّ في المحافظة.
  • تخوّفات من ظاهرة التشيّع التي بدأت في المحافظة بعد سيطرة النظام عليها، وتحويل بعض المساجد إلى حسينيّات، وفتح مراكز ثقافية خاصة بالمذهب الشيعي، يُضاف إليها انضمام عدد من أبناء المحافظة إلى الميليشيات التابعة لإيران، مثل حزب الله اللبناني، عن طريق تقديم إغراءات مالية لهم.

لتحميل الملف بصيغة PDF يرجى الضغط هنا