15ايلول 2018
تشكّل إدلب اليوم آخر معقل للمعارضة، وهي نقطة لتجمّع مئات آلاف المدنيّين من سكّان المحافظة ومن المهجّرين من المدن الأخرى، مثل الغوطة ودرعا وحلب وغيرها.
فبعد درعا وريفها توجّه النظام إلى محافظة إدلب، حيث بدأ بحرب إعلاميّة واسعة وتهديدات صريحة باجتياح إدلب من خلال الحشود العسكرية على الحدود المتاخمة لمحافظة إدلب، والتهديد ببدء عمل عسكري، حيث رافق ذلك قصف جوّي وأرضيّ، استهدف كلّاً من (جسر الشغور وريفها، وريف حماة الشمالي، وريف إدلب الجنوبي)، وقد أدّى ذلك إلى نزوح أعداد كبيرة من العائلات، إذ نزح أكثر من 5400 شخص من محافظة إدلب إلى المناطق الحدودية، ونزح أكثر من60% قرى ريف حماة الشمالي، وخاصة قلعة المضيق وباب الطاقة والحويجة، وقد رافق ذلك نقص حادّ في المواد الغذائية أدّى إلى تردٍّ في الأوضاع الإنسانية، وخاصة عند النساء والأطفال.
يقول م.م وهو أب لـ 7 أطفال من التمانعة: إنها تتعرّض للقصف من أكثر من ثلاثة أعوام، وعاد القصف إليها، ممّا اضطرّنا إلى النزوح إلى خان شيخون.
ولم يقتصر القصف على المدارس فقط، بل تجاوز ذلك إلى قصف المشافي وتدميرها، حيث استهدف النظام السوري أكثر من 9 مشافٍ ومراكز للدفاع المدنيّ، أدّى إلى خروجها عن الخدمة في ريف إدلب وحماة، وذلك في ( التمانعة، واللطامنة، وخان شيخون، وحاس والهبيط )
حيث يقول م.ع من جسر الشغور: بعد تعرّض جسر الشغور للقصف نزحت مع عائلتي إلى الملاذ على الحدود التركيّة، حيث نعاني من نقص المواد الأساسية، ومن تخوّف استمرار الحملة العسكرية على إدلب.
الوضع الإنساني:
تعاني محافظة إدلب من مستوى معيشة متدنٍّ؛ بسبب قلّة فرص العمل، وتوقّف حركة السوق خوفاً من القصف العشوائي، وتدهور في العملية التعليمية للأطفال، وخاصة المهجّرين؛ لعدم استقرارهم وتنقّلهم الدائم هرباً من الموت، كما يوجد نقص شديد في الأدوية والكوادر الطبّية، وخاصة بعد استهداف المشافي بالطيران من قِبَل النظام السوري وحليفه الروسي، وتوقّفت العديد من المنظمات عن عملها، مثل: (تطوير، والأكتيد، والأدم سميث، والارك، وكرييتيف، والكيومينكس)، وخفّضت الباقية نشاطاتها بنسبة 40 %، مثل:( غول، وبنفسج )
الرأي العام في إدلب:
انتظر المدنيّون نتائج أستانا، وكانوا معوّلين عليها من أجل الوصول إلى حلّ نهائي في إدلب، ولكن لم تتّفق الأطراف فيما بينها، ليبقى المدنيّون في حالة ترقّب، وفي ظلّ عدم وجود توافق كبير، فإن المزاج العام منقسم بين خيارات متعدّدة.
فهناك قسم كبير مازال يضع آماله على اتّفاق أستانا ومناطق خفض التصعيد، وهم يرون أنه استطاع إحراز تقدّم في المدن التي سبقتها، رغم نتائجها الكبيرة على الصعيد السياسي، وقسم من المواطنين، وبشكل خاص أولئك الذين تجمعهم صِلات جيدة مع الأتراك، ترى أنه يجب أن يكون هناك تدخُّل تركيّ؛ لإنهاء معاناة المدنيين وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.
يقول جهاد الخطيب عضو الهيئة السياسية في إدلب: نأمل أن يفضي الاتفاق السياسي إلى وقف القصف، وعودة الحياة إلى إدلب.
أمّا المزاج العامّ الثاني، فمنقسم بين خيار المقاومة على أنه الأفضل؛ نتيجة فقدان الثقة بجميع الأطراف الخارجية، والقسم الآخر لا يرى أي جدوى من المقاومة؛ بسبب تفوّق النظام وحلفائه الروس والإيرانيين من حيث العدّة والعتاد.
التوصيات :
- على المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري وحليفه الروسي لوقف القصف بشكل فوريّ.
- إنشاء ممرّات إنسانية مع الجانب التركيّ وليس العكس، كما حصل في أبو الضهور والسقيلبية، حيث تعرّض الكثير من العائلات والشباب إلى القتل والاعتقال من قِبل النظام.
- تقديم الدعم المناسب للمنظمات الإنسانية العاملة في المجالات ( الإغاثية، والطبّية، والخدمات ) لتحسين الوضع الإنساني
- سرعة الاستجابة الفورية للنازحين المهجّرين حديثاً، وتأمين متطلّباتهم.
لتحميل الملف بصيغة PDF يرجى الضغط هنا